13 أكتوبر 2011



صنم مناة  :

تبعد مناة عن قديد عشرة كيلومترات تقريباً وفيها يتربع مناة على ربوة يرتفع منسوبها عن البحر قرابة خمسة وعشرين متراً ، ويمكن للناظر ليلاً أن يرى منها ميناء ثول ، وميناء القضيمة ، حيث لا توجد حواجز طبيعية تحجز الرؤية عن البحر ، وتشرف جروف حرّة القديدية( المشلل ) على هذا الموقع من ارتفاع يعلو الموقع بنحو 75 متراً ، ويبدو أن هذا الجرف الصخري البازلتي كان يستخدم في السابق مرشداً للمسافرين ليساعدهم على تحديد موقع مناة بدقة .
ولمن يريد الوصول إلى هذا الموقع اليوم ، عليه أن يسلك طريقاً ترابياً ممهداً يسير وخط الضغط العالي للكهرباء ، ويتوقف عند البرج الكهربائي الذي يحمل رقم [ 107 ] أو [401 = F5 ] ، فقد حل هذا البرج مكان مناة ، ويتربع البرج على ربوة دائرية الشكل ، يوحي توزع الحجارة البازلتية حولها ، بأنها كانت تلتف حولها على شكل حلقات ، ولم يتم التأكد بأن هذه الربوة طبيعية أم من صنع عُبّاده .( أنظر الصورة أسفل الموضوع )
والمشلل : بالضم ثم الفتح وفتح اللام أيضاً ، والشل الطرد : وهو جبل يُهبَط منه إلى قديد من ناحية البحر . قال العرجي :


ألا قل لـمن أمسى بمكة قاطناً 


دعوا الحجّ لا تستهلكوا نفقاتكم


ومن جاء من عَمق ونَقْب المشلل


فـما
 حجُّ هـذا العـام بالمتقبل ([1])
  
وينقل البلادي عن البكري أن : المشلل ثنية مشرفة على قديد ، وبالمشلل دفن مسلم بن عقبة ، قائد يزيد بن معاوية ، الذي استباح المدينة ثلاثة أيام فيما يعرف بيوم الحرّة ، وبعد دفنه ، نبش قبره ، ثم صلب هناك  .
   وإلى الغرب من موقع مناة بنحو 4 كم ، يعتقد أهل المنطقة بأن يوجد موقع خيمة أم معبد التي مر بها الرسول r  في هجرته مع أبي بكر t  . 


ومناة هذه التي ذكرها الله في سورة النجم  } ومناة الثالثة الأخرى { ([2])  كانت لهذيل وخزاعة وكانت قريش وجميع العرب تعظمها ، فلم تزل على ذلك حتى خرج الرسول r  من المدينة سنة 8 هـ وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إليها فهدمها ، وأخذ ما كان لها وأقبل بها إلى رسول الله r, وكانت الأزد وغسان يهللون له ويحجون إليه ، وكان أول من نصبه عمرو بن لحيّ الخزاعي . وتشير المصادر بأنه هو أول من أدخل عبادة الأصنام إلى الجزيرة العربية ، فكانت مناة أقدم هذه الأصنام ، وكان الأوس والخزرج هم الأكثر تعظيماً لهذا الصنم (

- الإِعْلِيطُ : وَرَقُ المَرْخِ قالَ الصَّاغَانِيّ : وهو غيرُ سَديدٍ لأنَّ المَرْخ لا وَرَقَ له وعِيدانُه سَلِبَةٌ وهي قُضْبانٌ دِقاقٌ والصَّوابُ : وِعاءُ ثَمَرِ المَرْخِ وهو كقِشْرِ الباقِلاَءِ يُشَبَّه به أُذُنُ الفَرَسِ . وفي الصّحاح : قالَ يَصِفُ أُذُنَ الفَرَسِ :

لَهَا أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ

. كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ

واحِدَتُه : إِعْلِيطَةٌ قِيل : هو لامْرِئِ القَيْسِ وقالَ ابنُ بَرِّيّ : للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب . وقالَ الصَّاغَانِيّ : بل لرَبيعَةَ بنِ جُشَم النَّمَرِيِّ .
 قالَ الصَّاغَانِيّ : أَوَّل ما رأَيْتُ المَرْخَ سنةَ خمسٍ وستِّمائةٍ بقُدَيْدٍ عند موضِعِ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَد رضي الله عنها واتَّخَذْتُ منه الزِّنادَ لِمَا كانَ بَلَغَني من قولِهِم : وفي كُلِّ شَجَرٍ نارٌ واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ .*




(2)    معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، المجلد الرابع ، ص 271 .
(1)    آية 20 .
* تاج العروس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق