صنم مناة :
تبعد مناة عن قديد عشرة كيلومترات تقريباً
وفيها يتربع مناة على ربوة يرتفع منسوبها عن البحر قرابة خمسة وعشرين متراً ،
ويمكن للناظر ليلاً أن يرى منها ميناء ثول ، وميناء القضيمة ، حيث لا توجد حواجز
طبيعية تحجز الرؤية عن البحر ، وتشرف جروف حرّة القديدية( المشلل ) على هذا الموقع
من ارتفاع يعلو الموقع بنحو 75 متراً ، ويبدو أن هذا الجرف الصخري البازلتي كان
يستخدم في السابق مرشداً للمسافرين ليساعدهم على تحديد موقع مناة بدقة .
ولمن يريد الوصول إلى هذا الموقع اليوم ، عليه
أن يسلك طريقاً ترابياً ممهداً يسير وخط الضغط العالي للكهرباء ، ويتوقف عند البرج الكهربائي الذي يحمل رقم [ 107 ] أو [401 = F5 ] ، فقد حل هذا البرج مكان مناة ، ويتربع البرج على ربوة دائرية
الشكل ، يوحي توزع الحجارة البازلتية حولها ، بأنها كانت تلتف حولها على شكل حلقات
، ولم يتم التأكد بأن هذه الربوة طبيعية أم من صنع عُبّاده .( أنظر الصورة أسفل الموضوع )
والمشلل : بالضم ثم الفتح وفتح اللام أيضاً ،
والشل الطرد : وهو جبل يُهبَط منه إلى قديد من ناحية البحر . قال العرجي :
ألا قل لـمن أمسى بمكة قاطناً
دعوا الحجّ لا تستهلكوا نفقاتكم
|
ومن جاء من عَمق ونَقْب المشلل
فـما حجُّ هـذا العـام بالمتقبل ([1]) |
وينقل البلادي عن البكري أن : المشلل ثنية مشرفة على قديد ، وبالمشلل دفن
مسلم بن عقبة ، قائد يزيد بن معاوية ، الذي استباح المدينة ثلاثة أيام فيما يعرف
بيوم الحرّة ، وبعد دفنه ، نبش قبره ، ثم صلب هناك .
وإلى
الغرب من موقع مناة بنحو 4 كم
، يعتقد أهل المنطقة بأن يوجد موقع خيمة أم معبد التي مر بها الرسول r في هجرته مع أبي بكر t .
ومناة هذه التي ذكرها الله في سورة النجم } ومناة الثالثة الأخرى
{
([2]) كانت لهذيل وخزاعة وكانت قريش وجميع العرب
تعظمها ، فلم تزل على ذلك حتى خرج الرسول r من المدينة
سنة 8 هـ وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إليها فهدمها ، وأخذ ما كان لها وأقبل
بها إلى رسول الله r, وكانت الأزد وغسان يهللون له ويحجون إليه ،
وكان أول من نصبه عمرو بن لحيّ الخزاعي . وتشير المصادر بأنه هو أول من أدخل عبادة
الأصنام إلى الجزيرة العربية ، فكانت مناة أقدم هذه الأصنام ، وكان الأوس والخزرج
هم الأكثر تعظيماً لهذا الصنم (
- الإِعْلِيطُ : وَرَقُ المَرْخِ قالَ
الصَّاغَانِيّ : وهو غيرُ سَديدٍ لأنَّ المَرْخ لا وَرَقَ له وعِيدانُه سَلِبَةٌ
وهي قُضْبانٌ دِقاقٌ والصَّوابُ : وِعاءُ ثَمَرِ المَرْخِ وهو كقِشْرِ الباقِلاَءِ
يُشَبَّه به أُذُنُ الفَرَسِ . وفي الصّحاح : قالَ يَصِفُ أُذُنَ الفَرَسِ :
لَهَا أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ
|
. كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ
|
واحِدَتُه : إِعْلِيطَةٌ قِيل : هو لامْرِئِ
القَيْسِ وقالَ ابنُ بَرِّيّ : للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب . وقالَ الصَّاغَانِيّ : بل
لرَبيعَةَ بنِ جُشَم النَّمَرِيِّ .
قالَ
الصَّاغَانِيّ : أَوَّل ما رأَيْتُ المَرْخَ سنةَ خمسٍ وستِّمائةٍ بقُدَيْدٍ عند
موضِعِ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَد رضي الله عنها واتَّخَذْتُ منه الزِّنادَ لِمَا
كانَ بَلَغَني من قولِهِم : وفي كُلِّ شَجَرٍ نارٌ واسْتَمْجَدَ المَرْخُ
والعَفَارُ .*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق