13 أكتوبر 2011



1 - أصل تسمية وادي قديد ومعناها :
قديد تصغير القد من قولهم قددت الجلد أو من القد بالكسر وهو جلد السخلة أو يكون تصغير القدد من قول تعالى طرائق قددا وهي الفرق وسئل كثير فقيل له لم سمي قديد قديدا ففكر ساعة ثم قال ذهب سيله قددا وقديد اسم موضع قرب مكة قال ابن الكلبي لما رجع تبع من المدينة بعد حربه لأهلها نزل قديدا فهبت ريح قدت خيم أصحابه فسمي قديدا وبذلك قال عبيد الله بن قيس الرقيات
قل لفنــــــــد تشيع الأظعانا
ربما سـر عيشـــــنا وكـفـــــــانا
صـــــــادرات عشية عن قديد
  واردات مع الضحى عسفانا
وينسب إلى قديد حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي من أهل الرقم بادية بالحجاز روى عن أبيه وأخيه عبد الله بن هشام وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه مع أخيه روى عنه عبد الله بن إدريس والقعنبي عبد الله بن مسلمة ومحرز بن مهدي القديدي وأيوب بن الحكم إمام مسجد قديد ووكيع أبو سعيد مولى بني هشام والواقدي ويسرة بن صفوان ويحيى بن يحيى النيسابوري وغيرهم وكان ثقة وأبو هشام أدرك عمر بن الخطاب وسافر معه وبقي حتى أدرك عمر بن عبد العزيز  .*
و القُدَيْدُ : اسم ماء بعينه . وفي الصحاح : و قُدَيْدٌ ماءٌ بالحجاز وهو مصغر وورد ذكره في الحديث . قال ابن الأَثير : هو موضع بين مكة والمدينة . ابن سيده : و قُدَيدٌ موضع وبعضهم لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة ومنه قول عيسى بن جهمة الليثي وذُكِرَ قَيسُ بن ذُرَيْح فقال : كان رجلاً منا وكان ظريفاً شاعراً وكان يكون بمكة ودونها من قُدَيْد وسَرف وحول مكة في بواديها كلها . و قُدَيْدٌ فرس عَبْس بنِ جدّان . *
قال قيسُ بن ذريح :
فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ أَخْيافُ ظَبْيةٍ
بها مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابعُ
فسراوع فوادي قديد فالتلاع الدوافع

الخَيْفُ : ما ارتفع عن موضع مَجرى السيلِ ومَسيلِ الماء وانْحَدَرَ عن غِلَظِ الجبل والجمع أَخْيافُ
 ( * قوله « فغيقة إلخ » قبله كما في المعجم لياقوت عفا سرف من أهله)

 قال الواقدي مات عروة ابن الزبير بالفرع ودفن هناك سنة أربع وتسعين ، والفرع من أشرف ولايات المدينة وذلك أن فيه مساجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم نزلها مرارا وأقطع فيها لغفار وأسلم قطائع وصاحبها بجبي اثني عشر منبرا منبر بالفرع ومنبر بمضيقها على أربعة فراسخ منها يعرف بمضيق الفرع ومنبر بالسوارقية وبساية وبرهاط وبعمق الزرع وبالجحفة وبالعرج وبالسقيا وبالابواء وبقديد وبعسفان وبإستارة ، هذه كلها من عمل الفرع .
وقال الزبير كان حمزة بن عبد الله بن الزبير قد أعطاه أبو الربض والنجفة عينين بالفرع تسقيان أزيد من عشرين ألف نخلة  .
 قديد بضم أوله على لفظ التصغير قرية جامعة مذكورة في رسم الفرع وفي رسم العقيق وهي كثيرة المياه والبساتين .
روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صام حتى أتى قديدا ثم أفطر حتى أتى مكة
هكذا روى شعبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس والعلاء بن المسيب عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس ورواه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر  . وهذه الرواية أصح وأثبت .
وبين قديد والكديد ستة عشر ميلا الكديد أقرب إلى مكة
وسميت قديدا لتقدد السيول بها وهي لخزاعة  وبقديد كانت وقعة الخارجي الذي يقال له طالب الحق مع أهل المدينة فقالت المدنية ترثيهم :
  يا ويلتا وويلا ليه    
  أفنت قديد رجاليه
 (وسنأتي على ذكر هذه الوقعة لاحقاً بتفصيل أوفى )  .
 وهناك مات القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق حتف أنفه .
وفي الكتب القديمة أن قديدا هو الوادي الذي وقعت فيه الريح بسليمان وأنه هو الذي أتي فيه بصاحبة سبأ .
وقديد وادٍ فحل من أودية الحجاز، خصيب كثير العيون والمزار فيه 25 عيناً اندثر بعضها. يأخذ أعلى مساقط مياهه من حرة ذَرَة، ثم ينحدر غرباً بين واديي الأخرم جنوباً ودوران شمالاً، وكلاهما يقصر عنه، فيسمى قسمه العلوي سِتَارة حتى إذا وصل إلى البحول وهو سوق قديد الرئيسي سمي الوادي قُديداً حتى يدفع في البحر عند بلدة القضيمة، ويبلغ طوله قرابة 150 كيلاً، نصفه سِتَارة ونصفه قُدَيد. ويحف بقديد من الشمال القديدية حرة نسبت إلى الوادي كان اسمها المُشَلَّل، يمر سيل قديد على 130 كيلاً شمال مكة. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص 96-99). ويقطع طريق مكة – المدينة القديم وادي القديد عبر جسر يبعد بنحو 13 كم عن بلدة البريكة التي تعد أكبر بلدة عامرة في حوضه الأدنى ، ويمر هذا الطريق عبر سهل مترامي الأطراف يغلب عليه طابع الاستواء ، حتى إن المسيلات المائية الصغيرة تحتار في أي طريق تسلكه .
وتجمع كتب السيرة النبوية على أن سهيل بن عمرو قد نحر لجيش المشركين عشراً من الإبل في هذا المكان .
المشلل بضم أوله وفتح ثانيه وفتح اللام وتشديدها وهي ثنية مشرفة على قديد وبالمشلل دفن مسلم بن عقبة فنبش وصلب وقال مزرد :
تدب مع الركبان لا يسبقونها
وحلت بجنبي عزور فالمشلل
قال يعقوب عزور واد قريب من المدينة .
والمشلل من قديد وبالمشلل كانت مناة التي كانوا يعبدونها وقال مالك كانت حذو قديد وكان الأنصار قبل أن يسلموا يهلون بمناة الطاغية .*
قال نصيب :
عفا سرب الحبل الدميث المحلل
ففرش الجبيل بعدنا فالمشلل
فذو سلم فالصـــــفح إلا منازلا به
من مغانيــــــها حديث ومحول
               
سرب بلد هناك وكذلك الفرش وذو سلم
وقال عمر بن أبي ربيعة :
وقد هاجني منها على النأي دمنة 
لها بقديد دون نعف المشلل

وقد تقدم ذكره في رسم العقيق *
وتعرف حرة المشلل اليوم بالقُدَيدية، نسبة إلى قُدَيد الوادي المعروف، تراها يمينك وأنت تتجاوز القضيمة ذاهباً إلى المدينة، مستطيلة من المشرق إلى المغرب مع انحراف إلى الجنوب. وثنية المشلل بأسفل هذه الحرة.  (البلادي : معجم معالم الحجاز، ج8، ص ص 171-173) .
الوادي يكتسي بالخضرة خلال فصل الربيع



* معجم البلدان
* لسان العرب
* معجم ما استعجم
* معجم ما استعجم 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق