13 أكتوبر 2011



صنم مناة  :

تبعد مناة عن قديد عشرة كيلومترات تقريباً وفيها يتربع مناة على ربوة يرتفع منسوبها عن البحر قرابة خمسة وعشرين متراً ، ويمكن للناظر ليلاً أن يرى منها ميناء ثول ، وميناء القضيمة ، حيث لا توجد حواجز طبيعية تحجز الرؤية عن البحر ، وتشرف جروف حرّة القديدية( المشلل ) على هذا الموقع من ارتفاع يعلو الموقع بنحو 75 متراً ، ويبدو أن هذا الجرف الصخري البازلتي كان يستخدم في السابق مرشداً للمسافرين ليساعدهم على تحديد موقع مناة بدقة .
ولمن يريد الوصول إلى هذا الموقع اليوم ، عليه أن يسلك طريقاً ترابياً ممهداً يسير وخط الضغط العالي للكهرباء ، ويتوقف عند البرج الكهربائي الذي يحمل رقم [ 107 ] أو [401 = F5 ] ، فقد حل هذا البرج مكان مناة ، ويتربع البرج على ربوة دائرية الشكل ، يوحي توزع الحجارة البازلتية حولها ، بأنها كانت تلتف حولها على شكل حلقات ، ولم يتم التأكد بأن هذه الربوة طبيعية أم من صنع عُبّاده .( أنظر الصورة أسفل الموضوع )
والمشلل : بالضم ثم الفتح وفتح اللام أيضاً ، والشل الطرد : وهو جبل يُهبَط منه إلى قديد من ناحية البحر . قال العرجي :


ألا قل لـمن أمسى بمكة قاطناً 


دعوا الحجّ لا تستهلكوا نفقاتكم


ومن جاء من عَمق ونَقْب المشلل


فـما
 حجُّ هـذا العـام بالمتقبل ([1])
  
وينقل البلادي عن البكري أن : المشلل ثنية مشرفة على قديد ، وبالمشلل دفن مسلم بن عقبة ، قائد يزيد بن معاوية ، الذي استباح المدينة ثلاثة أيام فيما يعرف بيوم الحرّة ، وبعد دفنه ، نبش قبره ، ثم صلب هناك  .
   وإلى الغرب من موقع مناة بنحو 4 كم ، يعتقد أهل المنطقة بأن يوجد موقع خيمة أم معبد التي مر بها الرسول r  في هجرته مع أبي بكر t  . 


ومناة هذه التي ذكرها الله في سورة النجم  } ومناة الثالثة الأخرى { ([2])  كانت لهذيل وخزاعة وكانت قريش وجميع العرب تعظمها ، فلم تزل على ذلك حتى خرج الرسول r  من المدينة سنة 8 هـ وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إليها فهدمها ، وأخذ ما كان لها وأقبل بها إلى رسول الله r, وكانت الأزد وغسان يهللون له ويحجون إليه ، وكان أول من نصبه عمرو بن لحيّ الخزاعي . وتشير المصادر بأنه هو أول من أدخل عبادة الأصنام إلى الجزيرة العربية ، فكانت مناة أقدم هذه الأصنام ، وكان الأوس والخزرج هم الأكثر تعظيماً لهذا الصنم (

- الإِعْلِيطُ : وَرَقُ المَرْخِ قالَ الصَّاغَانِيّ : وهو غيرُ سَديدٍ لأنَّ المَرْخ لا وَرَقَ له وعِيدانُه سَلِبَةٌ وهي قُضْبانٌ دِقاقٌ والصَّوابُ : وِعاءُ ثَمَرِ المَرْخِ وهو كقِشْرِ الباقِلاَءِ يُشَبَّه به أُذُنُ الفَرَسِ . وفي الصّحاح : قالَ يَصِفُ أُذُنَ الفَرَسِ :

لَهَا أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ

. كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ

واحِدَتُه : إِعْلِيطَةٌ قِيل : هو لامْرِئِ القَيْسِ وقالَ ابنُ بَرِّيّ : للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب . وقالَ الصَّاغَانِيّ : بل لرَبيعَةَ بنِ جُشَم النَّمَرِيِّ .
 قالَ الصَّاغَانِيّ : أَوَّل ما رأَيْتُ المَرْخَ سنةَ خمسٍ وستِّمائةٍ بقُدَيْدٍ عند موضِعِ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَد رضي الله عنها واتَّخَذْتُ منه الزِّنادَ لِمَا كانَ بَلَغَني من قولِهِم : وفي كُلِّ شَجَرٍ نارٌ واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ .*




(2)    معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، المجلد الرابع ، ص 271 .
(1)    آية 20 .
* تاج العروس





2 - أسماء أماكن ومواضع في نواحي قديد :

- بئر ذَرْوانَ :  بفتح الذال وسكون الراء بئْر لبَني زُرَيْق بالمدينة وفي حديث سِحْرِ النبي صلى الله عليه وسلم بئر ذَرْوانَ قال ابن الأَثير وهو بتقديم الراء على الواو موضع بينَ قُدَيْدٍ والجُحْفَة وذَرْوَةُ بن حُجْفة من شعرائهم وعَوْفُ بنُ ذِرْوة بكسر الذال من شُعرائِهِم .
- اللِّفْتُ " : ثَنِيَّةُ جَبَلِ قُدَيْد بينَ الحَرَمَيْنِ " الشَّرِيفَيْن هكذا ضَبطَه القاضي عِياضٌ في شَرْحِ مُسْلِم وهو رِوايةُ الحافظ ابنِ الحُسَيْنِ بن سِرَاج " ويُفْتَحُ " هو رِواية القاضي أَبي علىٍّ الصَّدَفِيّ ورواها بالتَّحرِيكِ أَيضاً عن جَماعة وأَنْشَد الأُبِّىّ في إِكْمالِ الإِكْمَال  :
مَرَرْنا بِلَفْتٍ والثُّرَيّا كَأَنَّها
قَلائدُ دُرٍّ حُلَّ عنها خِضَابُها
ثنية لفت من المسالك الوعرة والشاقة، تقع بين خليص المرحلة الثالثة وقديد المرحلة الرابعة لطريق القوافل، وقد ورد اسمها في بعض كتب الرحالة باسم: ((عقبة السويق))، و((عقبة السكر))، و((ثنية خليص))، ووصف الرحالة ثنية لفت بقولهم: ((عقبة في جبل صغير، كثيرة الرمل وليست بطويلة، ولكنها شاقة، تغطي الرمال جانبها المنحدر بكثافة، وتقوم على قمتها أنقاض قديمة لبناء كبير، وتحد الجدران الطريق من الجانبين لمنع تجمُّع الرمال بكثافة، وهي غاية في الصعوبة على الجمال والرجال، لا سيما من صعدها في زمن الحر، تدخل فيها أرجل الإبل والبهائم إلى الساق)
وتعرف اليوم باسم الفْيت، ثنية تأتي خُليصاً من الشمال، كانت عليها المحجة، ثم سدتها الرمال في أول العهد السعودي، ولما شق الطريق المعبد رُئي ترك الفيت يميناً فشق في حرة البكاوية، ولفت هذا أو الفيت إذا أقبلت على الحرة جاءٍ من خليص ترى فوهتها يمينك في ملوى من الحرة. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص ص 259-260).
جبل جمدان : ورَوَى مُسلمٌ في صحيحه  ( هذا جُمْدَانُ سَبَقَ المُفَرّدون ) هو كعُثْمان جَبَلٌ بطريقِ مكّة شَرَّفها اللّه تعالى بَيْنَ يَنْبُعَ والعِيصِ وقيلَ بينَ قُدَيد وعُسْفانَ ويقال على لَيْلَةٍ من المدينة المشرَّفَة مَرَّ عليه سيِّدُنا رسُولُ اللّه صلَّى عليه وسلّم .( أنظر الخريطة )



- الكَدِيدُ : ماءٌ بَيْنَ الحَرَمَينِ الشَّريفينِ شَرَّفَهما اللهُ تعالَى وفي المَراصد : مَوضِعٌ بالحِجَازِ على اثنينِ وأَربعين مِيلاً من مَكَّةَ بين عُسْفَانَ ورَابِغٍ وهو الذي جَزَم به عِياضٌ في المَشارِق وتلميذُه ابن قَرقول في المَطَالع وله ذِكْر في صحِيح البحاريّ وذكر بعضُ الشُّرَاح أَنه بين عُسْفَانَ وقُدَيْد بينه وبين مَكَّةَ ثلاثُ مَراحِلَ أَو اثنانِ كذا نقَلَه شيخُنا . قلت : والذي في مُعجَم البكرِيّ : الكُدَيْد مُصغَّراً هكذا ضبطه بين مكَّة والمَدِينة بَيْنَ ثَنِيَّةِ غَزَالٍ وأَمَجَ وأَمَّا بفتح الكاف وكَسر الدال ماءٌ لبني ثَعْلَبَةَ بنِ سْعدِ بن ذُبْيَانَ بِرَحْرَحَانَ فليُنْظَر هذا مع ما قبله . الكَدِيدُ : البَطْنُ الوَاسعُ من الأَرْضِ خُلِقَ خَلْقَ الأَوْدِيَةِ إِلاَّ أَنَّه أَوْسَعُ منها عن أَبي عُبَيْدة . الكَدِيدُ أَيضاً : الأَرْضُ الغَلِيظَةُ كالكِدَّةِ بالكسر لأَنها تَكُدُّ الماشِيَ فيها ؛ وفي حديث خالد بن عبد العُزَّى فَحَصَ الكِدَّةَ بِيَده فانْبَجَس الماءُ هي من ذلك  يَوْمُ الكَدِيدِ أَي معروفٌ من أَيامهم .
و الكديد يعرف اليوم بالحَمْض لكثرة نبات العَصْلاء فيه، وهو مكان من أسفل غُران قبل مصبه في وادي أمج، كثير الرمال، والطريق بين الدف وعسفان يطأ طرف الكديد الغربي على 92 كيلاً من مكة، و17 كيلاً من عسفان. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص ص 204- 207.
-  وذو دَوْرَان كحَوْرانَ : عين بين قدُيَدْ والجُحْفَةِ وهو وادٍ يَفْرُغ فيه سَيْلُ شَمَنْصِير . قال حَسَّانُ بنُ ثابِت :
وأَعْرَضَ ذُو دَوْرانَ تَحْسَب سَرْحَه
مِنَ الجَدْبِ أَعْنَاقَ النِّساءِ الحَواسِرِ 

في حديث الحجِّ : " حتى أتى نَمِرَةَ " . وقال عَبْد الله بن أَقْرَم : رأيتُه بالقاعِ من نَمِرَةَ كفَرِحَة : عين بعَرَفات نزل به رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم أو الجبلُ الذي عليه أَنْصَابُ الحَرَمِ على يمينكَ حالَ كونك خارجاً من المأَْزِمَيْن وأنت تريد الموقِفَ كذا في التكملة . وقيل : الحَرَمُ من طريق الطائف على طَرَفِ عَرَفَةَ من نَمِرَةَ على أحدَ عشرَ مِيلاً ومسجدُها معروف وهو الذي تُقام فيه الصَّلاةُ يومَ عَرَفَة . نَمِرَةُ : عين بقُدَيْد نقله الصَّاغانِيّ . قلت : ونقله ياقوت عن القاضي عِياض وقال : إن لم يكن الأوّل .*
- خليص :  خُلَيْصٌ كزُبَيْرٍ  حِصْنٌ بَيْنَ عُسْفانَ وقُدَيْدٍ عَلَى ثَلاثِ مَرَاحِلَ مِنْ مَكَّةَ شَرّفَها اللهُ تَعَالَى . وكُلُّ أَبْيَضَ خُلَيْصٌ كالخَالِصِ . وخَلْصَا الشَّنَّةِ - مُثَنّى خَلْص بِالفَتْحِ والشَّنَّةُ بفَتْحِ الشِّينِ وتَشْدِيدِ النّونِ - عِرْقاهَا هكذا في سَائرِ الأُصُولِ وصَوَابُه : عِرَاقاهَا وهو ما خَلَصَ مِن الماءِ مِنْ خَلَلِ سُيُورِهَا عن ابنِ عَبّادٍ . ويُقَالُ : هُوَ خِلْصُكَ بالكسْرِ أَيْ خِدْنُكَ ج : خُلَصاءُ بالضَّمِّ والمَدّ تَقُولُ : هؤُلاءِ خُلصَائِي إِذا كانُوا مِنْ خاصَّتِك .*
من قديد إلى خليص عين ابن بزيع سبعة أميال وكانت عينا ثرة عليها نخل وشجر كثير ومشارع خربها إسماعيل بن يوسف فغاضت العين ثم رجعت بعد سنة ثمانين ومائة .
و خليص وادٍ كثير الماء والزرع، واسع على شكل مربع من السهل يبلغ ضلعه قرابة عشرين كيلاً، يقع شمال مكة على 100 كيلو ، يحف به من الغرب جبل جمدان، ومن الشمال حرة الخُلَيصية، ويصب فيه من الجنوب وادي غُران. فيه ثلاثون قرية. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج3، ص ص 149-153(.

- المريسيع  : بضم أوله وفتح ثانيه بعده ياء ساكنة وسين مكسورة مهملة بعدها ياء أخرى وعين مهملة على لفظ التصغير قرية من وادي القرى كان الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير نازلا في ضيعته بالمريسيع مقيما في مسجدها لا يخرج منه إلا إلى وضوء فكان دهره كالمعتكف ، قال البخاري المريسيع ماء بنجد في ديار بني المصطلق من خزاعة .
قال ابن إسحاق من ناحية قديد إلى الشام غزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ست فهي غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق وغزوة نجد .
قال ابن إسحاق سنة ست ، وقال موسى بن عقبة سنة أربع  ، قال الزهري وفيها كان حديث الإفك .*
قال الحسين بن واقد عن ابن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا سبع عشرة غزوة وقاتل في ثمان يوم بدر وأحد والاحزاب والمريسيع وقديد وخيبر ومكة وحنين وبعث أربعا وعشرين سرية  .*
 المُرَيْسِيع مُصغَّرُ مَرْسُوعٍ : بِئر أو ماءٌ لخُزاعَةَ بناحيةِ قُدَيْد على مَسيرةِ يومٍ من الفُرْع وإليه تُضافُ غَزْوَةُ بني المُصْطَلِق : قوم من خُزاعةَ تجَمَّعوا على هذا الماءِ مُحارَبَةً لرسولِ الله صلّى الله عليه وسلَّم وذلك في ثاني شَعْبَان في السنَةِ الخامِسَةِ من الهِجرة فخرجَ صلّى الله عليه وسلَّم ومعهُ بَشَرٌ كثيرٌ وثلاثونَ فارِساً وكان أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه حامِلَ رايةِ المُهاجِرين وسَعدُ بنُ عُبادَةَ رَضِيَ اللهُ عنه حامِلَ رايةِ الأنصار فحَمَلوا على القومِ حَمْلَةً واحدةً فَقَتَلوا منهم عَشَرَةً وَأَسَروا سائرَهم وغابَ ثمانِيَةً وعِشرينَ يَوْمَاً . وفيها سَقَطَ عِقْدُ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها وقِصّةُ الإفْك ونَزَلَتْ آيةُ التَّيَمُّم والنَّهْيُ عن العَزْل على ما هو مَشْرُوحٌ في كُتُبِ السِّيَر والحديث .
- شَنُوكَةُ : كمَلُولَةٍ أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ وصاحبُ اللِّسانِ وفي العُبابِ : هو جَبَلٌ وجَمَعَه كُثَيِّر عَزَّةَ على شَنائِكَ باعْتِبارِ أَجْزائِهِ وفي العُبابِ : بما حَوْلَه : وفي التَّكْمِلَة : بما حَوْلَها فقالَ :
فإِنَّ شِفائِي نَظْرَةٌ لَوْ نَظَرتُها
إِلى ثافِلٍ يَوْمًا وخَلْفي شَنائِكُ

قلتُ : وقالَ نَصْرٌ في كتابِه : شَنائِكُ : ثَلاثَةُ أَجْبُل صِغارٍ مُنْفَرِداتٍ من الجِبالِ بَين قُدَيْدٍ والجُحْفَةِ من دِيارِ خُزاعَةَ .
- أُثالُ: أَيْضًا بالقاعَةِ يُقالُ لها : أُثالُ مالِكٍ مِلكٌ لبني سَعْدِ
وأَيْضًا : اسمُ وادٍ يَصُبُّ في وادِي السِّتارَةِ وهو المَعْرُوف بقُدَيْدٍ يَسِيلُ في وادِي خَيمَتَى أُمِّ مَعْبَدٍ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَة :َ
   قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلاَ وتَرَبَّعَت
بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَعُ

وروي في الحديث معناه عن أبي موسى قال الصغاني وهي غزوة محارب خصفة وبني ثعلبة من غطفان وفي حديث جابر ( صلى بنا رسول الله صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع فلقي جمعا من غطفان ولم يكن قتال ) غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ  سميت بذلك لأنهم شدوا الخرق على أرجلهم من شدة الحر لفقد النعال وفي كلام بعضهم هي بين الحرمين وعليه قول معبد الخزاعي وقد مرّ برسول الله في غزوة ذات الرقاع :
وَقَدْ جَعَلْتَ مَا قُدَيْدٍ مَوْعِدِي
وَمَاءَ ضَجْنَانَ لَنَا ضُحَى غَدِ

- إستارة : قال أبو خراش في الستار وإنك لو أبصرت مصرع خالد بجنب الستار بين أبرق فالحزم .
إستارة بكسر الهمزة موضع قد تقدم ذكره في رسم الفرع
وبهذا الموضع كان ينزل يزيد بن عبد الله بن زمعة وهو القائل :
قوتل له ليلى بذي الأثل موهنا 
  لهن خليلي عن ستارة نازح
فقلت لها يا ليل في النأي فاعلمي
شفاء لأدواء العشيرة صالح

حذف الهمزة من إستارة ضرورة
ليلى امرأة يزيد وكان مسلم بن عقبة قتل يزيد هذا فلما مات مسلم في طريق مكة ودفن على ثنية المشلل وهي مشرفة على قديد انحدرت إليه ليلى هذه فنبشته وصلبته على ثنية المشلل .      
المُشَلَّلُ كمُعَظَّمٍ : جَبَلٌ يُهْبَطُ بمِنْهُ إلى قُدَيْدٍ .
- ضجنان : بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده نون وألف على وزن فعلان جبل بناحية مكة على طريق المدينة . قال ابن عباس بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر بسورة براءة فلما بلغ أبو بكر ضجنان سمع بغام ناقة علي .
وفي حديث عمر بن الخطاب أنه مر بضجنان فقال له لقد رأيتني بهذا الجبل أحتطب مرة وأحتطب أخرى على حمار للخطاب وكان شيخا غليظا فأصبحت والناس بجنبتي ليس فوقي أحد
ويدلك أن بين ضجنان وقديد ليلة قول معبد بن أبي معبد الخزاعي وقد مر برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع :  
قد نفرت من رفقتي محمد

وعجوة من يثرب كالعنجد

تهوي على دين أبيها الأتلد

قد جعلت ماء قديد موعدي

وماء ضجنان لنا ضحى الغد


* تاج العروس
* تاج العروس
* معجم ما ستعجم
* البداية والنهاية


1 - أصل تسمية وادي قديد ومعناها :
قديد تصغير القد من قولهم قددت الجلد أو من القد بالكسر وهو جلد السخلة أو يكون تصغير القدد من قول تعالى طرائق قددا وهي الفرق وسئل كثير فقيل له لم سمي قديد قديدا ففكر ساعة ثم قال ذهب سيله قددا وقديد اسم موضع قرب مكة قال ابن الكلبي لما رجع تبع من المدينة بعد حربه لأهلها نزل قديدا فهبت ريح قدت خيم أصحابه فسمي قديدا وبذلك قال عبيد الله بن قيس الرقيات
قل لفنــــــــد تشيع الأظعانا
ربما سـر عيشـــــنا وكـفـــــــانا
صـــــــادرات عشية عن قديد
  واردات مع الضحى عسفانا
وينسب إلى قديد حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي من أهل الرقم بادية بالحجاز روى عن أبيه وأخيه عبد الله بن هشام وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه مع أخيه روى عنه عبد الله بن إدريس والقعنبي عبد الله بن مسلمة ومحرز بن مهدي القديدي وأيوب بن الحكم إمام مسجد قديد ووكيع أبو سعيد مولى بني هشام والواقدي ويسرة بن صفوان ويحيى بن يحيى النيسابوري وغيرهم وكان ثقة وأبو هشام أدرك عمر بن الخطاب وسافر معه وبقي حتى أدرك عمر بن عبد العزيز  .*
و القُدَيْدُ : اسم ماء بعينه . وفي الصحاح : و قُدَيْدٌ ماءٌ بالحجاز وهو مصغر وورد ذكره في الحديث . قال ابن الأَثير : هو موضع بين مكة والمدينة . ابن سيده : و قُدَيدٌ موضع وبعضهم لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة ومنه قول عيسى بن جهمة الليثي وذُكِرَ قَيسُ بن ذُرَيْح فقال : كان رجلاً منا وكان ظريفاً شاعراً وكان يكون بمكة ودونها من قُدَيْد وسَرف وحول مكة في بواديها كلها . و قُدَيْدٌ فرس عَبْس بنِ جدّان . *
قال قيسُ بن ذريح :
فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ أَخْيافُ ظَبْيةٍ
بها مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابعُ
فسراوع فوادي قديد فالتلاع الدوافع

الخَيْفُ : ما ارتفع عن موضع مَجرى السيلِ ومَسيلِ الماء وانْحَدَرَ عن غِلَظِ الجبل والجمع أَخْيافُ
 ( * قوله « فغيقة إلخ » قبله كما في المعجم لياقوت عفا سرف من أهله)

 قال الواقدي مات عروة ابن الزبير بالفرع ودفن هناك سنة أربع وتسعين ، والفرع من أشرف ولايات المدينة وذلك أن فيه مساجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم نزلها مرارا وأقطع فيها لغفار وأسلم قطائع وصاحبها بجبي اثني عشر منبرا منبر بالفرع ومنبر بمضيقها على أربعة فراسخ منها يعرف بمضيق الفرع ومنبر بالسوارقية وبساية وبرهاط وبعمق الزرع وبالجحفة وبالعرج وبالسقيا وبالابواء وبقديد وبعسفان وبإستارة ، هذه كلها من عمل الفرع .
وقال الزبير كان حمزة بن عبد الله بن الزبير قد أعطاه أبو الربض والنجفة عينين بالفرع تسقيان أزيد من عشرين ألف نخلة  .
 قديد بضم أوله على لفظ التصغير قرية جامعة مذكورة في رسم الفرع وفي رسم العقيق وهي كثيرة المياه والبساتين .
روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صام حتى أتى قديدا ثم أفطر حتى أتى مكة
هكذا روى شعبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس والعلاء بن المسيب عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس ورواه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر  . وهذه الرواية أصح وأثبت .
وبين قديد والكديد ستة عشر ميلا الكديد أقرب إلى مكة
وسميت قديدا لتقدد السيول بها وهي لخزاعة  وبقديد كانت وقعة الخارجي الذي يقال له طالب الحق مع أهل المدينة فقالت المدنية ترثيهم :
  يا ويلتا وويلا ليه    
  أفنت قديد رجاليه
 (وسنأتي على ذكر هذه الوقعة لاحقاً بتفصيل أوفى )  .
 وهناك مات القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق حتف أنفه .
وفي الكتب القديمة أن قديدا هو الوادي الذي وقعت فيه الريح بسليمان وأنه هو الذي أتي فيه بصاحبة سبأ .
وقديد وادٍ فحل من أودية الحجاز، خصيب كثير العيون والمزار فيه 25 عيناً اندثر بعضها. يأخذ أعلى مساقط مياهه من حرة ذَرَة، ثم ينحدر غرباً بين واديي الأخرم جنوباً ودوران شمالاً، وكلاهما يقصر عنه، فيسمى قسمه العلوي سِتَارة حتى إذا وصل إلى البحول وهو سوق قديد الرئيسي سمي الوادي قُديداً حتى يدفع في البحر عند بلدة القضيمة، ويبلغ طوله قرابة 150 كيلاً، نصفه سِتَارة ونصفه قُدَيد. ويحف بقديد من الشمال القديدية حرة نسبت إلى الوادي كان اسمها المُشَلَّل، يمر سيل قديد على 130 كيلاً شمال مكة. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص 96-99). ويقطع طريق مكة – المدينة القديم وادي القديد عبر جسر يبعد بنحو 13 كم عن بلدة البريكة التي تعد أكبر بلدة عامرة في حوضه الأدنى ، ويمر هذا الطريق عبر سهل مترامي الأطراف يغلب عليه طابع الاستواء ، حتى إن المسيلات المائية الصغيرة تحتار في أي طريق تسلكه .
وتجمع كتب السيرة النبوية على أن سهيل بن عمرو قد نحر لجيش المشركين عشراً من الإبل في هذا المكان .
المشلل بضم أوله وفتح ثانيه وفتح اللام وتشديدها وهي ثنية مشرفة على قديد وبالمشلل دفن مسلم بن عقبة فنبش وصلب وقال مزرد :
تدب مع الركبان لا يسبقونها
وحلت بجنبي عزور فالمشلل
قال يعقوب عزور واد قريب من المدينة .
والمشلل من قديد وبالمشلل كانت مناة التي كانوا يعبدونها وقال مالك كانت حذو قديد وكان الأنصار قبل أن يسلموا يهلون بمناة الطاغية .*
قال نصيب :
عفا سرب الحبل الدميث المحلل
ففرش الجبيل بعدنا فالمشلل
فذو سلم فالصـــــفح إلا منازلا به
من مغانيــــــها حديث ومحول
               
سرب بلد هناك وكذلك الفرش وذو سلم
وقال عمر بن أبي ربيعة :
وقد هاجني منها على النأي دمنة 
لها بقديد دون نعف المشلل

وقد تقدم ذكره في رسم العقيق *
وتعرف حرة المشلل اليوم بالقُدَيدية، نسبة إلى قُدَيد الوادي المعروف، تراها يمينك وأنت تتجاوز القضيمة ذاهباً إلى المدينة، مستطيلة من المشرق إلى المغرب مع انحراف إلى الجنوب. وثنية المشلل بأسفل هذه الحرة.  (البلادي : معجم معالم الحجاز، ج8، ص ص 171-173) .
الوادي يكتسي بالخضرة خلال فصل الربيع



* معجم البلدان
* لسان العرب
* معجم ما استعجم
* معجم ما استعجم