الطريق إلى مكة من المدينة على العقيق من
المدينة إلى ذي الحليفة ستة أميال وقيل سبعة وهو الميقات للناس وهنالك منزل رسول
الله صلى الله عليه وسلم واردا وصادرا ثم إلى الحفين ثمانية أميال من ذي الحليفة
ثم إلى ملل ثمانية أميال ثم إلى السيالة سبعة أميال ثم إلى الروحاء أحد عشر ميلا
ثم إلى الرويثة أربعة وعشرون ميلا ثم إلى الصفراء اثنا عشر ميلا ثم إلى بدر عشرون
ميلا
وطريق آخر إلى بدر تعدل من الروحاء في المضيق
إلى خيف نوح اثنا عشر ميلا ثم إلى الخيام أربعة أميال ثم إلى الأثيل ثلاثة عشر
ميلا والأثيل من الصفراء ثم إلى بدر ويستقيم الطريق من بدر إلى الجحفة يومان في
قفر به آبار عذبة وطريق آخر من الرويثة وهو أكثر سلوكا من الرويثة إلى الأثاية
اثنا عشر ميلا ومن الأثاية إلى العرج ميلا ومن العرج إلى السقيا سبعة عشر ميلا ومن
السقيا إلى الأبواء تسعة عشر ميلا ومن الأبواء إلى الجحفة ثلاثة وعشرون ميلا وربما
عدل الناس عن الأبواء فساروا من السفيا إلى ودان وهي وراء الأبواء ناحية عن الطريق
بينهما نحو ثمانية أميال ومن ودان إلى عقبة هرشى خمسة أميال وعقبة هرشى إلى ذات
الأصافر ميلان ثم إلى الجحفة وليس بين الطريقين إلا نحو ميلين .
فهذا ذكر الطريق من المدينة إلى الجحفة وعلى
سبعة أميال من السقيا بئر الطلوب وهي بئر عادية وهي التي اطلع فيها معاوية فأصابته
اللقوة فأغذ السير إلى مكة وكان نضلة بن عمرو الغفاري ينزل بئر الطلوب وعلى أثر
الطلوب لحي جمل ماء وهو الذي احتجم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على وسط رأسه
وهو محرم وفي رواية وهو صائم وفي أخرى وهو صائم محرم .
روى البخاري قال حدثنا محمد بن سواء حدثنا
هشام عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بلحي جمل وهو
محرم في وسط رأسه من شقيقة كانت به وكان ينزل لحي جمل عبد الله بن أرقم البلوي من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل السقيا بنحو من ميل وادي العبابيد وهو
القاحة .
روى أبو حاضر ومقسم وغيرهما عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بالقاحة وهو محرم ورواه ابن أبي ليلى عن نافع
عن ابن عمر ، وروى محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير أنهما سمعا رجلا من بني تميم
يقال له ابن الحوتكية يقول قدمنا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لنفر عنده
أيكم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالقاحة إذ أهدى الأعرابي إليه الأرنب
فقال قائل أنا أحدثكم كنت معه بالقاحة فأهدى أعرابي إليه أرنبا وكان لا يأكل هدية
بعد الشاة المسمومة حتى يأكل صاحبها منها فقال للأعرابي كل .
رجع بنا القول إلى ذكر الطريق من الجحفة إلى
كلية اثنا عشر ميلا وهي ماء لبني ضمرة ومن كلية إلى المشلل تسعة أميال وعند المشلل
كانت مناة في الجاهلية وبثنية المشلل دفن مسلم بن عقبة ثم نبش وصلب هناك وكان يرمى
كما يرمى قبر أبي رغال .
ومن المشل إلى قديد ثلاثة أميال وبينهما خيمتا
أم معبد ومن قديد إلى خليص عين ابن بزيع سبعة أميال وكانت عينا ثرة عليها نخل وشجر
كثير ومشارع خربها إسماعيل بن يوسف فغاضت العين ثم رجعت بعد سنة ثمانين ومائة .
ومن خليص إلى أمج ميلان ومن أمج إلى الروضة
أربعة أميال ومن الروضة إلى الكديد ميلان ومن الكديد إلى عسفان ستة أميال .
وغزال ثنية عسفان تلقاها قبله بأرجح من ميل
وعند تلك الثنية واد يجيء من ناحية ساية يصب إلى أمج ومن حديث أبي سعيد الخدري قال
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة على الصدقة وخرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأصحابه محرمين حتى نزلوا ثنية الغزال بعسفان فإذا هم بحمار وحش وذكر
الحديث ، وقال عمر بن أبي ربيعة فذكر عامة هذه المواضع ما عناك الغداة من أطلال
وحمراء الأسد منتظمة بالعقيق قال الزبير كان سعد بن وقاص قد اعتزل بطرف حمراء
الأسد في قصر بناه واتخذ هناك أرضا حتى مات فيه ودفن بالمدينة .
ومن عسفان إلى كراع الغميم ثمانية أميال
والغميم واد والكراع جبل أسود عن يسار الطريق طويل شبيه بالكراع وقبل الغميم بميل
سقاية العدني ومسجده وعلى أثر ذلك موضع يقال له مسدوس آبار لبعض ولد أبي لهب .
ومن كراع الغميم إلى بطن مر خمسة عشر ميلا
وقبل كراع الغميم بثلاثة أميال الجنابذ آبار وقباب ومسجد وهي المنصف بين عسفان
وبطن مر ، ودون مر بثلاثة أميال مسلك خشن وطريق زقب بين جبلين وهو الموضع الذي
أسلم فيه أبو سفيان وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عباسا عمه أن يحبسه هناك
حتى يرى جيوش المسلمين قال الراجز :
حل بمر الناعجات العين
ناديت صحبي إنني رهين
فقلت باسم الله فاستعينوا
إذا أردتم سفرا فكنوا
مهذبي السير ولا تلينوا
وبطن
مر دونه حزون ومن مر إلى سرف سبعة أميال ومن سرف إلى مكة ستة أميال فمن المدينة
إلى مكة مائتا ميل وبين مر وسرف سرف التنعيم ومنه يحرم من أراد العمرة وهو الذي
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر أن يعمر منه عائشة ودونه
إلى مكة مسجد عائشة بينه وبين التنعيم يملان وبعده بنحو ميلين أيضا فج .
وفي
حديث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أن دليله عبد الله بن أريقط مال به من أسفل
مكة ثم مضى على الساحل أسفل من عسفان ثم سلك أسفل من أمج ثم عارض الطريق بعد أن
جاوز قديدا فسلك الخرار ثم سلك ثنية المرة ثم سلك لقفا قال ابن هشام ويقال لفتا
فدلك أنهما موضعان متقاربان . *
قال
يونس عن ابن اسحاق خرجت قريش يوم بدر على الصعب والذلول في تسعمائة وخمسين مقاتلا
معهم مائتا فرس يقودونها ومعهم القيان يضربن بالدفوف ويغنين بهجاء المسلمين وذكر
المطعمين لقريش يوما يوما وذكر الاموي أن أول من نحر لهم حين خرجوا من مكة أبو جهل
نحر لهم عشرا ثم نحر لهم أمية بن خلف بعسفان تسعا ونحر لهم سهيل بن عمرو بقديد عشرا
ومالوا من قديد إلى مياه نحو البحر فظلوا فيها وأقاموا بها يوما فنحر لهم شيبة بن
ربيعة تسعا ثم أصبحوا بالجحفة فنحر لهم يومئذ عتبة بن ربيعة عشرا ثم أصبحوا
بالابواء فنحر لهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج عشرا ونحر لهم العباس بن عبد المطلب
عشرا ونحر لهم على ماء بدر أبو البختري عشرا ثم أكلوا من ازوادهم قال الاموي حدثنا
أبي حدثنا أبو بكر الهذلي قال كان مع المشركين ستون فرسا وستمائة درع وكان مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فرسان وستون درعا* .
 |
خريطة توضح موقع وادي قديد من طريق القوافل قديما |